الأربعاء، 18 أبريل 2012

حوار مع صديق


 

01
نصفين شطرتني ..
نصف يشتاقك ،
و نصف يحن بجنونٍ و شجن ..
نصفي المشتاق يهذي و يعذبني ، 
و النصف المجنون يبعثرني و يلملمني ..
بلغ عني أني نصفين ،
مشتاق للعقل و عقلك سكني ..
و مجنون بك و قلبك وطني ..

02
لماذا تعاندني الأيام ! 
كلما رجوت الخطو إلى قلبك ،
يصبح خلفي هو الأمام ، 
و أدور في حلقات مفرغات كلها آلآم ،
عزيز أنت ، يا بن الكرام ، 
آتيك صحواً أو مع الغمام ،
لابد أن آتيك ،
مهما هرمتُ أو هرمت الأيام ..

03
آتيك مع الريح ،
مع الغيم ، مع المطر ..
زاحفاً إن اضطررت ، جثةً ، 
إن كان لابد و لا مفر ..
لكني سآتيك ، حتما آتيك ،
لأني تعبتُ غربةً ،
و تعب مني السفر ..
آتيك حفنةً من رمل ،
أو قطعةً من جمر ..
آتيك بكل محبتي ،
و شوقي إليك ،
للوطن المسبي ،
منذ تأله الوالي ،
و أبيض للوليد الشعر ..
آتيك ، كيف لا آتيك ،
و أنت صديقي ،
و وطني و ما تبقى من فرح العمر ..

ذاتِ الذال


أتكئ على كوع ذات الذال في ذاتـي 

صلبة ، ذال الذات لا تهزها انفعــالاتي

أنتمُ نواة الذات ، فرحتي و ملــذاتي

شعركم يا سادتي، هو نشوة تأتآتي ..

الاثنين، 16 أبريل 2012

قلب موجوع


 في رقة الجسد المضنى ،
بجرأةٍ ، تغلغل الوجــــــع ..
ما خجلَ لحظةً ،
لتوسلاتي ما التفت .. و ما سمع ..
أمسك بالقلب البريء .. يعذبه ..
كأنما يعاند ابتهالات القلب و الدمع ..
قاسٍ ، عنيف السطوة ، لا يهتم ،
بمن قرأ القرآن لأجلها ، و بمن سمع .. 
رباااااااه ..
لا أسألك رد القضاء ، و لكن لطفك ،
بقلب رقيقٍ ، كلما ذكرك حباً ، دمع .

العمر ومضة


العمر ومضة ..
كــ سم الخياط يصبح حين لا أنت ،
و يتسع مـــــدىً حين أنت الوطن ..
::
العمر دغدغة اللحظة ..
حين تنتصبين قمراً من ورد ، 
و سنبلة من عسجد  .
::
العمر ..
هيجان البحر كأنثى ، تُخفي و تقاوم الخجل ،
حين أطريها .. نجمتي ، بل قمري الأجمل ،
أو شهد روحي المصفى ، أصبح يقطر عسل ..
حين أنتِ ، ياا أنت .. مَلَك ، للقلب تَنَزْل .
::
العمر..
طفلٌ يرسم الصوت ، الحاناً من وتر ،
ليباهي رفقة النور ، و جلاس السمر ..

الأحد، 15 أبريل 2012

ويَحُفُ البنفسج جمالك



الزمن .. رقراق ماء ،
العشب .. فراشات ..
و كحل أيامي حضورك ..
كأسي ثكلى ..
قمري شاحب ..
و الأيام صمتٌ في غيابك ..
اسكبيني ..
من عناقيد العمر ، نبيذاً ،
و احتسيني فرح اللقيا ،
على شرفة سحابك ..
وجع المخمل ، تَرَدّىَ ..
لغة الليلك تهذي ،
وقوارير الضوء تغني ،
و يَحُفُ البنفسج جمالك ..

سحر طرفها



أزاحت ..
بنور أناملٍ ،
عن سحر طرفها ..
عن طيبِ ،
زرقة بحرٍ ،
عن ليل أهدابها ..
أشرعة الروح ..
تُبحر ، هادئةً ،
في مشارق عيونها ..
و تغفو هناك ..
في مغاربِ روحها ..
هما عينا أنثى ..
تمطراني ، محبةً ..
أغدو مليك الغيم ،
و تاجي شمسها ...

قالت !


قالت : أنت شجرة وارفة ، مثمرة..

قلتُ : أنت ثغور أوراقي ،

دونـ
ــك لا أتنفــــ
ـس ..

حب وطن و مبدأ



حريٌ بك أن تهــــدأ ..
خذ نفساً عميقاً جدا .. و اهدأ ..
لم يبقَ لك ، في العمرِ ،
سوى .. هذا الحب ،
هذا الوطن ، و هذا المبدأ ..
الحب ، بقلبك فراديس مروجٍ ،
نخيل ، و أعناب ، و عناقيد و أبّا ..
قف .. و تناسل عشقاً ،
و تبسم .. يظنونك تهرأ ..
مثلك ياا مولاي .. لا يهتز ..
لكنه ، غيهم يهزأ ..
تنفس عميقاً ياا سيد ..
الوطن باقٍ في قلبك ،
ليس حجارة ، أو أشجار ،
أو قبائل تَسبيِ و تُسبىَ ..
هو محبة الله ، أفق الحرية ،
و ذكريات طفولة و صبا ..
هو دفء اللحظات ،
قهوة الصباح ، صوت أيوب ،
خبز الأمهات ، و عرق الآباء ..
خذ نفساً .. خذ نفساّ أعمق ،
داوي روحك ، عُب أكثر من الهواء ،
و دعه في روحك يتدفق ..
لن تتخلى عن آمالي ،
عن آمالك .. مهما فعلوا ..
لن تتخلى عن المبدأ ...
كل الأشياء زائلة ،
إلا الحب ، و الوطن و المبدأ ....

ذكرى من روسيا 04.11



قصة حقيقية
ثلج يزمجر ، إقصاءً لأي دفء قد يتوه في الشارع المتجمد ، و يأتي .. و زمهرير عجلات قطار ، يلفحني لأتعجل .. أبحث عن تذكرتي ، المدسوسة في جواز السفر ، فأرى اليأس القاتل ينفجر ضاحكاً بوجهي . كان الكنز هنا .. و ليته كان كنزي ، لكنه راتب ثلاثة أشهر لطلابٍ ، يعيشون في ركن البرد ، بعيداً عن وطنهم . قلبتُ أشيائي ، و فرزتها قطعةً قطعة ، و نفضتها و رججتها ، عل يسقط منها شئ . أبت الضَحَكات ( بالشدة على الحاء كما يسميها أخوتنا في السودان ، لأننا بها نضحك ) أن تظهر 
هنا بكيت .. في العشرين من عمري ، بعضلات صدري المنفوخة ، و يديَ المفتولتين ، و بكل فتنة الشباب ، بكيت و ما خجلتُ ..
في غمرة حزني ، و الدمع يكاد يتجمد في برد موسكو ، خاطبني باللغة الروسية ، صوت أجش . ما يبكيك ؟ مثلك لا يبكي إلا لمصيبة .. لو كان مالي الخاص ، لما كنت أنفض معطفي الشتوي و أشق بطانته بأسناني ، عله يسقط منه شئ يفرحني فأهدأ . هناك من ينتظرني ، و ربما ديون تنتظرهم .
كرر ثانية ، ما بك .. 
استلمتُ رواتب زملائي من السفارة ، اشتريت لهم متطلباتهم ، و بتُ الليلة ، عند أصدقاء في سكن الطلاب . و ها أنا ، حين العودة لمدينتي ، أكتشف اختفاء المال . مبلغ هائل جداً بالنسبة لطالب ، ثم من سيصدق بأن المال ضاع . أهون ألف مرة أن أجدني تحت عجلات هذا القطار ، من أن أعود لهم متهماً بسرقة لقمة عيشهم .
سأعطيك المال المطلوب ، لكن بالروبل الروسي ، فليس لدي دولارات .
روسي في الخامسة و الأربعين من العمر ، ربما أكثر قليلا . لم يرني في حياته من قبل ، و لم أره ، و أنا القادم من اليمن ، مباشرة إلى مدينة ( يريفان ) عاصمة جمهورية أرمينيا . قرر أن يعطيني المال ، هكذا لوجه الله ، أو لوجه المسيح ، أو لوجه الإنسانية ، سمو ذلك كيفما شئتم .
يا رفيق : أنا طالب ، أتفهم ؟ ما من دخل عندي . و لو كان ، فسأحتاج لسنوات من التوفير لأسدد لك مالك . أرجوك ، دعني وهمي و شأني .
كتب شيئا ما على ورقة صغيرة ، و مدها لي .
نيكولاي بيتروف ، و عنوانه في مدينة فولغاغراد ، و رقم هاتفه المنزلي . هذا ما استطعت قراءته في تلك اللحظة ، بعينيَ المتجمدتين .
ما هذا ؟ سألته .. هذا عنواني و رقم هاتفي . و استطرد : سأعطيك المال ، و حين تستطيع اتصل بي ، او تعال لزيارتي و رده لي .
و قبل أن اتفوه بكلمة ، واصل حديثه ، و إن لم تستطع ، فالمال لك . لكني أعطيك المال ، و أثق تماماً بأنه سيعود .
دون ضمانات ، دون فوائد ، و الأدهى ، دون أدنى معرفة 
مد يده و أعطاني المال و أنصرف ، دون أن يلتفت للخلف ، و أختفى في زحمة البشرفي المحطة.
بعد أن خرجت من مرحلة الذهول ، تفحصت الأوراق النقدية .. لا لم تكن مسحورة . و تلفتُ يمنة و يسرة ، و ركزت على الأصوات . كل شيء حقيقي . ركبتُ القطار ، و لمدة ثلاثة أيام ، لم يزل الذهول هو السمة الأوضح لملامحي و تصرفاتي.
وصلت مدينتي ، وزعت مستحقات زملائي ، و أخليت عهدتي ، و عشت على ذكرى لم ألاقِ أروع منها طوال حياتي .
مرت أربع سنوات ، درست و تنقلت فيها ، و عملت فيها في التجارة ، و كنت اتصل به من وقت لآخر ، حتى لا يعتقد بأني نسيته .. جمعت مالاً أكبر بكثير من المبلغ الذي أعطانيه ، نيكولاي بيتروف . و قررت زيارته ، في فولغاغراد . اتصلت برقم الهاتف و أتضح بأنه لا يعمل . انقبض قلبي . و قررت الاستعجال بالزيارة .
وصلت في مثل هذا اليوم ، إلى مدينة فولغاغراد ، و ركبت سيارة أجرة و وصلت لعنوان نيكولاي و معي المبلغ الذي اقرضنيه و بعض الهدايا .
استقبلني ، و كأنه يعرفني منذ مليون عام . بفرح غامر و بكرم لا يوصف .
أخرجت النقود ، و مددتها إليه ، و نثرتُ له كل عبارات الشكر التي أعرفها بكل اللغات .
ردها لي و بكل هدوء قال . هذا المبلغ هدية مني لك . وصلني منك ما هو أكثر من كل مبالغ الدنيا . وصلني منك الوفاء ، حين كنت تستطيع نسياني ، و نسيان هذا الأمر .. لاحظ أني لم آخذ منك عنوان ، و لم أطلب منك أي وثيقة للتأكد من اسمك و جنسيتك .
استضافني يومين ، ثم رحلت و في حقيبة يدي ، نفس المبلغ ، و بعض الهدايا منه ( ما زلت احتفظ بها كذكرى ) ، و في قلبي حب للناس و للخير ، و أمل دائم لا يمكن أن يسقط
.. ..لا يمكن للإنسانية أن تسقط ....

أشتاقك صديقي



يوجعني .. جــــــداً يوجعني ..
أنك هنا .. في مكان ما هنا ..
أنشق حرفك ..
عيني تشتم بريقك ..
و عقلي يكبلني .. 
يصفد أوتاري المشتاقة لــ عزفك ..
أشتاقك .. صديقي ..
لما اخترتَ العزف بعيداً ،
حين أختارت أذني .. أن تشنفها ..
أعزفك حباً كل يوم ،
و تعزفني بعداً أكثر ...

صلاة جــمال




الفجر ..
مرة أخرى على عتبة بابي ..
يدق ، مصطحباً معه ، نجمة الصبح ،
و خلفهما ديك ، يمسك قيثارة ..
تلافيف الياسمين .. خَجْلَىَ ..
كيف يأتي الفجر بدون عبق !!
فالزهر لم يكتمل نصابه بعد ..
غفى الكون .. غفى الكون ..
غفى .. غفى ،
تركني وحدي أنسق موكب ،
استقبال الشمس ..
و أنتظر صياح الياسمين ..
الصبح جميل ..
حين يبدأ بترنيمة الــ فُل ،
تصلي خلفه الزنابق ..
عجلاً .. لا ينتظر وضوء الأقاحي ،
و لا أن يجفف الورد نداه ..
فــ صلاة الجمال .. جماعة ..